وزارة الخارجية : لا يمكن حل الازمة الحالية التي تشهدها المنطقة الا عبر الحوار
بغداد-الاتحاد العام للاعلام الالكتروني والبث الرقمي
عبّرت وزارة الخارجية العراقية عن قلقها البالغ من التصعيد “الخطير” والمتسارع الذي تشهده المنطقة، وذلك على خلفية الهجوم الإيراني الذي طال قاعدة “العديد” الأميركية التي تستضيفها دولة قطر.
وذكرت الوزارة في بيان،، أنها تتابع “بقلق بالغ التصعيد الخطير والمتسارع الذي تشهده المنطقة، والذي بدأ يمتد إلى دول شقيقة، بتعرض دولة قطر لهجوم، في تطور لطالما حذّر العراق من احتمالية حدوثه، نظراً لما ينطوي عليه من مخاطر جسيمة تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها”.
وأضافت أن “هذا التصعيد يُنذر بمزيد من التوتر، ويشكل منعطفاً خطيراً وغير مسبوق في وتيرة الصراع، في ظل تحذيرات العراق المتكررة من خطورة انخراط أطراف جديدة فيه، وهو ما قد يؤدي إلى توسيع رقعة المواجهة وتصاعد حدّة التوتر الإقليمي”.
وأكدت الوزارة مجدداً موقف العراق الثابت بأن “لا سبيل لحلّ الأزمات الإقليمية إلا عبر الحوار، والاحتكام إلى القنوات الدبلوماسية، والابتعاد عن الخيارات العسكرية التي لا تجلب سوى المزيد من التصعيد والمعاناة”.
وزارة الخارجية العراقية دعت في بيانها إلى ضبط النفس، وتوحيد الجهود لوقف التصعيد، وتغليب لغة العقل والمصالح المشتركة، حفاظاً على أمن شعوب المنطقة واستقرارها.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في وقت سابق من اليوم الاثنين، استهداف قاعدة العديد الجوية الأميركية التي تستضيفها قطر، رداً على ما وصفه بـ”العدوان” العسكري الأميركي الذي استهدف منشآت نووية سلمية في إيران، فيما دانت دولة قطر الهجوم، مؤكدة احتفاظها بحق “الرد المباشر”.
وذكر بيان للحرس أنه “في أعقاب العدوان العسكري السافر للنظام الأميركي المجرم على المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وانتهاكه الصارخ للقانون الدولي، استهدف المجلس الأعلى للأمن القومي، وقيادة المقر المركزي لخاتم الأنبياء، التابع لحرس الثورة الإسلامية، قاعدة العديد في قطر، بهجوم صاروخي مدمّر وقوي”.
وأشار البيان إلى أن الاستهداف “جاء بقيادة أبي عبد الله الحسين، ضمن عملية (بشارات الفتح)”، مبيناً أن قاعدة العديد “تُعدّ مقراً لسلاح الجو الأميركي، وأكبر رصيد استراتيجي للجيش الأميركي الإرهابي في منطقة غرب آسيا”.
واستهدفت إيران قاعدة العديد بـ6 صواريخ، وهو عدد مساوٍ لعدد القنابل التي استخدمتها أميركا في هجومها على المنشآت النووية الإيرانية، حسبما أشار إليه بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، المعني بقرار الحرب والسلم.
بدورها، دانت قطر الهجوم الذي اعتبرته “انتهاكاً صارخاً” لسيادتها، مؤكدة احتفاظها بحق الرد المباشر.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في بيان، عن “إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني”، معتبراً إياه “انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وأكد الأنصاري أن “دولة قطر تحتفظ بحق الرد المباشر، بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر، وبما يتوافق مع القانون الدولي”.
وأشار إلى أن “الدفاعات الجوية القطرية أحبطت الهجوم وتصدت للصواريخ الإيرانية بنجاح”، مشيراً إلى أن “استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يُقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة، ويجرّها إلى نقاط سيكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين”.
ودعا الأنصاري إلى وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية، والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار، مشدداً على أن دولة قطر كانت من أوائل الدول التي حذّرت من مغبّة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، ونادت بأولوية الحلول الدبلوماسية، وحرصت على مبدأ حسن الجوار وعدم التصعيد.
بالمقابل، ذكر مجلس الأمن القومي الإيراني أن القاعدة التي استُهدفت في هذا الهجوم من قِبل القوات الإيرانية “المقتدرة”، تقع على مسافة بعيدة عن المناطق المدنية والمرافق السكنية القطرية.
وأشار إلى أن “هذا الإجراء لا ينطوي على أي تهديد أو خطر تجاه دولة قطر الشقيقة والصديقة، أو شعبها النبيل”.
وأكد المجلس في بيانه أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد التزامها بالحفاظ على العلاقات الودية والتاريخية مع دولة قطر، ومواصلتها”.